إحصاءات قوقل

الأحد، 2 أغسطس 2020

خاطرة : عيد و طائرة جاثمة !!







خاطرة : عيد وطائرة جاثمة !

يبدو هذا العيد سيئا للغاية وصباحه شاحب وشمسه حارقة هنا بلغت حرارة أرضنا الخمسون درجة مئوية وليلها ملئ بالرطوبة المقرفة والعرق المتصبب من مسامات جسد هزيل أنهكه دخان بخور المجالس العالق في الهواء وفي أضلاع قصفي الصدري منذ زمن أود حقا لو كان بإمكاني إغلاقها للأبد .. هذا الليل ملئ بالوجيه والإبتسامات المزيفة وبعضها ضحكات تخفي خلفها شيء الحقد والحسد !
هنا الثانية عشر صباحا هنا مئات رسائل التهنئة الباردة تغزو هاتفي النائم في صمت منذ إنتهاء الحرب الباردة منذ توقف الإشعارات والحملات الدعائية الساقطة من طيران الأعداء التي تتسلل بخبث كالسرطان تحملها ذرات الهواء ثم تسيطر به على أرض قاحلة أناسها مهمشين بيوتهم من الطين والصفيح يحتلهم و يقاسمهم يومهم هي ذاتها تنير زوايا شاشة الهاتف وتطبيقاته تظهر علنا بلا خجل فأبقى صامتا لبرهةة ثم أعلن الإستسلام وأسلم مفاتيح الحصن لهم وأمضى أتسكع بصيص أمل ..!
هذه الواتسابيات كعمل صباحي ممل يملئه الروتين كمنشأة صغيرة تصارع الإفلاس على أطراف شارع السبعون كرسالة بريدية يوجهها المدير إلى نائبه والنائب إلى موظفيه والموظفين إلى بعضهم البعض .. ثم ماذا ؟
لا شيء يحدث و لا حتى تنفيذ لما تحتويه الرسالة من قيم وإرشادات ومهارات لتحقيق النجاح المنشود !
وعندما دخلت تخصصي الجامعي أخبروني أن أكون دبلوماسيا جدا فاللأعلام متطلبات وقواعد وتنمق وتملق وعندما عملت طلب مني مديري مرارا أن أبتسم للسياح وأكن هادئ وأن أجامل تلك السائحة الشقراء كثيرا و أتودد إليها فهي أبنة رجل مهم في دولتها .. !!
كل هذا لا يهم عزيزتي .. أود حقا أن أخبرك شيئا واحدا حقيقيا بين كل تلك الإقنعة التي أراها وترينها كل يوم في الطرق .. كل ليلة عندما يغيب القمر عن السماء وتسقط النجوم محترقة وتشتد الظلمة سأكون هناك في زاوية الحديقة الكبرى التي ألتقينا فيها للمرة الأولى سأبحث عنك وأتفقد وجيه العابرين وأخشى عليك من السقوط في بركة البحيرة أو أن تجرح قدميك الحافية الأعشاب والأشواك التي أهملها المزارعين وذهبوا لينفذوا أضرابهم من أجل نيل حقوقهم المالية التي يستولى عليها إستقراطي حقير !!
أخشى عليك حقا من طفل غير مهذب يقاسم شفتيك من مثلجاتها في صيف ساخن .. و أخشى عليك من سحابة تمطر فجأة وأنت بلا ملابس كثيفة .. و أخشى عليك من نفسي عندما تبرد و من مشاعري عندما تصبح كرسائلهم كل عيد .. وأخشى عليك من غربة وطن وأخشى عليك من عيد أخر يأتي ونحن لا زالت تفصلنا الآلآلف الكيلو مترات يأتي ولا تزال الطائرة جاثمة في محيطها مضى عيدان وبقى عيدنا الثالث و الرابع و بقى ديسمبر تاريخ ميلادي وموتي !!





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.