إحصاءات قوقل

الخميس، 9 مارس 2023

عدت لأكتب رغم أنك لا تقرأ !








ها أنا قد عدت أكتب من جديد، ولكن هذه المرة إلى الروح القديمة القاطنة هناك خلف الضفاف البرية وبقايا هزائم الزمن الساحق إلى الحضن الذي باعدت 

بيني وبينه المسافات رغم قصر النظر وسياج من صفائح معدنية شائكة ورغم القدرة على التخطى أيضاً.

عدت إلى أغنيات الشتاء التي كتبت من أجلك وبقت حبيسة الأدراج، وإلى نسائم الخريف التي جاءت خفية لترافق فواح عطر الزعفران من أنفاسك وتداعب كحل الظلام الدامس في عيناك البارزتين عند الغضب، إلى خصلة صغيرة التي اختبئت منك فعلقت في قميص الموعد الأخير

 كما تختبئ القطط في زوايا البيوت المهجورة وأسطح عربات القطار عندما يأتي حاملاُ معه هدايا العيد الأكبر !!

عدت إلى قصائد بت أكثر شوقاً لحروفها منك ممزوجة بغزل البدوي الأول لمدينة عانق في حواريها وأزقتها القديمة الممتدة على بحيرة البجع، وطيفك سارح يهيم في الأرض ويركلها عنوة، ثم يمضي مبتسماً لفعلته تلك وكأنه انتصر على بقاياه المنثورة تحت أقدامه، لقد حان الوقت لهذه الأرواح الشاحبة الموحشة والوجيه الهائمة فراداً أن تلتقى من بعد طول غربة، ولو على حفرة كئيبة طينها يبدو غير ناضج، يندفق الماء منها إلى أعلى فتنمو شجرة الزيتون حولها ويقبع الدفان على الباب ينتظرك حتى تسقط كي ينهى مهام عمله اليومية ويرحل بلا وجل ولا شفقة. 

لتبقى تحتضن روحي وحلمها وغصن الريحان الذي طالما وضعته أمي بين شعرها وملابسها الريفية، وأحتضن أنا ما تبقى منك أنت لأنام بهدوء تاركاً قهوتي السوداء الساخنة على طاولة المطعم تنتظر قدومك يوم ولا تأتي !!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.