لم أعد أكتب ..
منذو زمن طويل .. حين هربت من الإبجدية ومن حروفها ونحوها وصرفها ..
هربت يدي من الإحبار وأرتعشت فسقط قلمي فجأة .!
وتوقف فكري عن تجميع العبارات المزينة على صفحة مدونة في منتدى أصبح مع ثورة الإعلام الجديد كمدينة أشباح خالية !
أو قرية ظالم أهلها فحلت عليهم لعنات من البعد والجفا !!
لم أعد أكتب ..
منذ أن أصبحت حروفي مجردة من أنفاسك الساخنة تعلو شيئا فشئ خلف شاشة ورموز إلكترونية ..
ويجالسك فنجان قهوة مسكوب نصفه على طرف سريرك !
وصوت موسيقى هادئة وإضاءة خافتة بعض الشيء .. وهواء ليل شتوي قارس يغازل نافذتك بشدة وخصلات شعرك
وترتجف أطرافك فلا تجدي غير حروف مبعثرة هنا وهناك ثائرة تارة ومهادنة أخرى .. وغبيه أحيانا وسيلة جيدة للتدفئة !!
لم أعد أكتب ..
منذ أن سطرتك في أخر حكاية غير ناضجة الحبكة .. وقصيدة غير مكتملة الإركان !
أحتوت حروفك أبياتها وضعتها بإسمك في سجلات الأعلى مشاهدة ولكن .. غاب حضورك .
لم أعد أكتب ..
منذ أخر حفلة غنائية حضرناها سويا وصدقنا أن الأغاني قادرة أن تحاكي مشاعرنا ..
بشكل أنقى وأصدق من حروفنا من تعابير وجيهنا من فرحنا وزعلنا من حبنا وغيرتنا من أتفق أو أختلاف يعكر مزاجنا أحدنا !
لم أعد أكتب ..
منذ أن توقف طيرانك من الهبوط بسلام على أرضي اليابسة .. منذ أن أخذت النحل سربا خلفك !
ومنذ أن أصبح السياج الحديدي الفاصل بيننا أكبر من مساحة دولنا مجتمعة .
مهلا يا صديقي الغايب .. ها أنا سأعود وأكتب .. فهل ستعود يوما وتقرأ .. أتمنى .!
حسن آل محمد
07.07.2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.